"يهدمون، سنبني...أملنا لا شفاء منه"
الخميس، ٢٣ حزيران، ٢٠١١
استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بتاريخ 8/8/2006 في السراي الكبير الرئيس نجيب ميقاتي وعرض معه آخر المستجدات والتطورات الراهنة من جراء العدوان الاسرائيلي على لبنان والمساعي المبذولة لوقف فوري لاطلاق النار.
بعد اللقاء قال ميقاتي: تشرفت بمقابلة الرئيس السنيورة وبحثنا في التطورات على الساحة المحلية، والقرارات المنتظرة من مجلس الأمن، وبإذن الله تكون الأمور الى ما يشتهيه كل لبنان.
وقد أبديت رغبتي في إعادة بناء جسر المدفون على نفقتي الخاصة، وكان لهذا الموضوع صدى جيد لدى دولته، وسيكون لي رسالة رسمية لمقام مجلس الوزراء لقبول هذه الهبة العينية التي تشمل إجراء الدراسات اللازمة بالتنسيق مع الإدارات المعنية، والقيام بإعادة بناء هذا الجسر في أسرع وقت.
لقد اخترت جسر المدفون بالذات لإطلاق ورشة إعادة بناء الجسور التي هدمها العدوان، لما لهذا الجسر من قيمة رمزية لنا كلبنانيين وكشماليين بوجه خاص، وللتأكيد بأن الشمال، الذي هو القلب الذي يضخ الدم الى سائر المناطق اللبنانية، سيبقى متصلا بكل لبنان، وإن لبنان مهما بلغت حدة العدوان سيبقى واحدا متمسكا بالعيش المشترك بين جميع أبنائه وان ورشة الاعمار ستعود سريعا ليستعيد لبنان عافيته.
بتاريخ 15/8/2006 وفي أول خطوة لاعادة بناء ما هدمه العدوان الاسرائيلي، باشرت الورش المكلفة من قبل" جمعية العزم والسعادة الاجتماعية "، و بناء لتوجيهات الرئيس نجيب ميقاتي، عملية إزالة الركام عند موقع جسر المدفون وتحضير المكان لاطلاق ورشة إعادة بناء الجسر وتأهيله.
وكانت الجمعية أوكلت الى دار الهندسة – طالب وشركاه - التنسيق مع مجلس الانماء والاعمار لاعداد الدراسات الهندسية والخرائط وخطة العمل التنفيذية لاعمال اعادة تأهيل الجسر ومحيطه، على أن تطلق فور إنتهاء هذه الدراسات أعمال الترميم، التي تتضمن إعادة بناء الجسر من جديد.
وبتاريخ 30/8/2006 أنهت الورش إزالة الركام وتحضير المكان لعملية إعادة البناء، ونشطت الورش ليل نهار، وبتاريخ 26/10/2007 إفتتح جسر المدفون وعادت إليه الحياة مجدداً وأصدر الرئيس ميقاتي بياناً جاء فيه: " لأن إرادة الحياة أقوى من الموت، ولأن العزم على البناء والاعمار أصلب من الهدم والتدمير، ولأن اسرائيل أرادت من عدوانها الأخير على لبنان، تشتيت أوصال الوطن والفصل بين اللبنانيين، ولأن إفشال هذا المخطط هو واجب كل لبناني مخلص، كانت المبادرة التي أطلقتها في الثامن من شهر آب الفائت بإعادة بناء جسر المدفون، لما لهذا الجسر من قيمة رمزية لنا كلبنانيين وشماليين بوجه خاص، وللتأكيد بأن الشمال، الذي هو القلب الذي يضخ الدم الى سائر المناطق اللبنانية، سيبقى متصلا بكل لبنان، وان لبنان مهما بلغت حدة العدوان سيبقى واحدا موحدا متمسكا بالعيش المشترك بين جميع أبنائه، وان ورشة الإعمار ستعود سريعا ليستعيد لبنان عافيته.
ومع إنتهاء الأعمال على الجسر وإعادة فتحه من جديد إبتداء من اليوم لتخفيف المعاناة عن المواطنين، فقد سرني أن تكون المبادرة التي أطلقتها غداة العدوان قد فتحت الباب أمام مبادرات مماثلة من أشخاص ومؤسسات وهيئات، للتاكيد على أن اللبنانيين، جميع اللبنانيين، متضامنون متكاتفون في الملمات. ولا يسعنا في هذه المناسبة الا أن نتذكر بأسى الضحايا البريئة التي سقطت خلال القصف الاسرائيلي العدواني للجسر، أسوة بمئات الشهداء الذي رووا بدمائهم الذكية أرض الوطن، وهذا ما يجعلنا أكثر فأكثر نستخلص العبرة الأساسية مما حصل، وهي أن لا مناص لنا جميعا من أن نكون معا في كل الظروف والأوقات. لذلك أجدد دعوتي اليوم الى أن يكون الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلافات، وأن يكون التلاقي هو جسر العبور الى قلوب اللبنانين وبناء الوطن".